❍ قال عمرو بن قيس الملائي : إذا رأيت الشابَّ أوَّل ما ينشأ مع أهل السُّنة والجماعة فأرجه ؛ وإذا رأيته مع أهل البدع فايأس منه ، فإنَّ الشابَّ علىٰ أوَّل نشأته .
وقال : إنَّ الشابَّ لينشأُ فإن آثر أن يُجالس أهل العلم كاد أن يَسلم ؛ وإن مال إلىٰ غيرهم كاد أن يعطب ⑴.
لذلك ابتدأ السَّلف بتعليم صبيانهم التَّوحيد والسُّنة ، لأنَّهم علموا أنَّ الصَّبي يكون علىٰ أوَّل ما ينشأ عليه في صباه غالباً .
ولهذا كان السَّلف يعُدُّونَ من نعمة ﷲ علىٰ الصَّبي : أن يوفَّق إلىٰ صاحب سنَّة يحمله عليها ، ويرغِّبه في حبِّها ؛ ويجنِّبه البدعة ، ويحذِّره منها .
فاتَّقوا ﷲ تعالىٰ أيُّها المربُّون في أبنائكم وأبناء المسلمين ؛ حبِّبوهم السُّنة وأهلها ، وعلِّموهم إيَّاها ؛ وحذِّروهم من البدعة وأهلها ، وبغِّضوهم إيَّاها ، فإنَّهم صغاراً لا علم لهم ولا فقه ، وإنَّما يتلقَّون العلم ويتأثَّرون بمن يجلسون إليه ، ويسمعون منه ، ويقرؤون له .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. الإبانة الكبرىٰ لابن بطة ‹ ٥١٨ › .