تخطى إلى المحتوى

هِمَّة نساء السلف !

*حفصة بنت سيرين يموت أحب أبنائها فتقول: كنت أجد غصةً إذا ذكرته حتى قرأت قوله تعلى ( ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً إن ما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ما عندكم ينفد وما عند الله باق وليجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) فأذهب الله عني ما كنت أجده.

*هذه حفصة بنت سيرين كانت كثيرة البكاء والخشية فسألوا عنها جاريتها ذات يوم: كيف مولاتك؟ فقالت: إنها امرأة صالحة إلا أنها أذنبت ذنباً عظيماً فهي الليل كله تبكي وتصلي.
رحمهن الله، ورحم كل مسلمة خشيت ربها بالغيب ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر عظيم)

*قالت عائشة رضي الله عنها: يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله ( وليضربن بخمر هن على جيوبهن ) شققن مروطهن فاختمرن بها. رواه البخاري

*وقالت رضي الله عنها: إن لنساء قريش لفضلاً وإني ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب الله ولا إيماناً بالتنزيل لقد أنزلت سورة النور ( وليضرين بخمر هن على جيوبهن ) انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهن فيتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرجل فاعتجرت به تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله من كتابه فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان.

*قال سفيان لأم حسان حين بلغه ضعف حالها فقال: لو كتبتِ إلى بعض بني أعمامك لغيروا سوء حالك.
فقالت : يا سفيان قد كنتَ في عيني أعظم وفي قلبي أكبر منذ ساعتك هذه، إني ما أسأل الدنيا من يقدر عليها ويملكها ويحكم فيها.
فكيف أسألها من لا يقدر عليها ولا يقضي فيها ولا يحكم؟

*وهــذه أسمــاء بنـت عميـس رضــي الله عنهــا هـاجــرت إلـى الـحـبـشـة مــن اليمـــن ثـم رجعــت إلـى الـمـديـنـة فـرآهــا عـمـر رضي الله عنه فقال: سبقناكم بالهجرة.
فقالت: كلا يا عمر، كلا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعظ هالككم، وكنا في دار البعد بالحبشة وذلك في ذات الله عز وجل وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم أقسمت لتخبرنّ رسول الله صلى الله عليه سلم بمقولة عمر.
فقال عليه الصلاة والسلام: بعد أن سمع مقالتها: ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان .رواه البخاري ومسلم .

*وهذه أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية أسلمت بمكة ثم أخذت تدخل على نساء قريش سراً وتدعوهن وترغبهن في الإسلام حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها علي بعير ثم تركوها في الشمس ثلاثاً لا تأكل ولا تشرب فصبرت على أذى قومها حتى أسلم منهم من أسلم فتركوها وهاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

*أما أم سليم فخبرها ليس ببعيد قد جعلت مهرها لله حيث خطبها أبو طلحة قبل أن يسلم فاشترطت عليه الإسلام وجعلت ذلك مهراً لها فأسلم وتزوجها.

*ذكـر ابـن هـشـام قـصـة عـن أم ســلـمـة وهـجـرتـها، وذكـر ابـن الـجــوزي قصـة شـبيهــة بـــها عـن إحدى نساء قريش أنها خرجت من بيت أبويها مسلمة مهاجرة في سبيل الله.
قالت كنت أخرج إلى بادية لنا فيها أهلي فأقيم بها الثلاث والأربع وهي ناحية التنعيم ثم أرجع إلي أهلي فلا ينكرون ذهابي البادية حتى أجمعت المسير فخرجت يوما من مكة أريد البادية،فلما رجع من تبعني، إذا رجل من خزاعة قال: أين تريدين؟ قلت ما مسألتك؟ ومن أنت؟
قال:رجل من خزاعة، فلما ذكر خزاعة اطمأننت إليه لدخول خزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقده فقلت: إني امرأة من قريش، واني أريد اللحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لي بالطريق.
فقال: أنا أصحبك حتى أوردك المدينة .
فكان يقود البعير ولا والله ما يكلمني بكلمة حتى إذا أناخ البعير تنحّى عني فإذا نزلت جاء إلى البعير فقيده بالشجرة وتنحّى إلى فيء شجرة، حتى إذا كان الرواح حدج البعير فقربه وولى عني فإذا ركبت أخذ برأسه فلم يلتفت وراءه حتى أنزل ،فلم يزل كذلك حتى قدمنا المدينة، فجزاه الله من صاحب خيراً.
ذكر الذهبي أن أخويها خرجا في أثرها حتى قدما المدينة، فقالا: يا محمد فِ لنا بشرطنا ـ أي شرط الحديبية ـ فقالت: أتردني يا رسول الله إلى الكفار يفتنوني عن ديني ولا صبر لي، وحال النساء في الضعف ما قد علمت؟
فأنزل الله تعالى ( إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن )
فكان يقول (( آلله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام؟ ما خرجتن لزوج ولا مال؟ ))
فإذا قلن ذلك لم يرجعهن إلى الكفار. سير أعلام النبلاء ج2 ص276 وأصل القصة عند البخاري .

هـكـذا يـخـرجـن مـن بـيـن أهـلـهـن يـبـعـن الـدنـيـا لـيـشـتـريـن الآخـرة، أخـرجـهـن مـن بـيـوتـهـن حـب الله وحـب ديـن الله وحـب رسـولـه صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم.

arالعربية