استحبَّ أهل العلم أن تكون المرضعة التي يختارها الوليُّ لرضاع أولاده ذات صفات حميدة ؛ وأخلاق حسنة ؛ لأنَّ الرِّضاع يؤثِّر في الطِّباع .
وعلىٰ ذلك لا ينبغي للرَّجل أو المرأة أن يتساهلا في إرضاع أولادهما من المشركات من أقاربهما أو غيرهنّ ؛ لأنَّ من ارتضع من امرأة ؛ فالغالب عليه أخلاقها من خير أو شر .
ــ عن عمر بن حبيب ؛ عن رجل من كنانة قال : جلستُ إلى ابن عمر ـ رضي ﷲ عنهما ـ .
فقال لي : أمن بني فلان أنت ؟
قلتُ : لا ؛ ولكنَّهم أرضعوني .
قال : سمعت عمر بن الخطَّاب رضي ﷲ عنه يقول : إنَّ اللبن يشتبه عليه ⑴.
ــ عن قتادة : أنَّ أُمّ الحسن البصري ـ كانت مولاة لأمّ سلمة رضي ﷲ عنها ـ فربَّما غابت أمَّه ؛ فيبكي الحسن وهو صبيٌّ ؛ فتعطيه أمُّ سلمة رضي ﷲ عنها ثدييها تُعلله بهما إلىٰ أن تجيء أُمَّه ؛ فدرَّ عليه ثدياها فشرب ؛ فيرون أنَّ تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك ⑵.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. رواه عبد الرَّزاق ‹ ١٣٩٥٣ › .
⑵. أبو نعيم في الحلية ‹ ٢/١٤٧ › .
العربية 
English (UK)