تخطى إلى المحتوى

◎○حثُّ الأبناء علىٰ الاقتداءِ بالصَّالحين وتحذيرهم من المُضلِّين

كان الآباء الصَّالحون الأوائل ، إذا رأوا ما يعجبهم من دين المرء وأخلاقه ، دعوا أبناءهم للنَّظر إليه ، وذلك ليتعلَّم أبناؤهم الخصال الحميدة ، والمزايا الجليلة ، فيتأسىٰ أبناؤهم بالصَّالحين ، ويقتفوا أثرهم .

ــقال صالح بن أحمد بن حنبل : كان أبي يبعث خلفي إذا جاءه رجل زاهد أو رجل متقشِّف ، لأنظر إليه ، يحبُّ أن أكون مثله ⑴.

❍ وعلىٰ النَّقيض ؛ كانوا إذا رأوا الرَّجل الضَّال ؛ حذَّروا أبناءهم منه أشدَّ تحذير ؛ لأنَّ الصَّغير إذا لم يرَ إنكاراً من والديه لقبيح فعلٍ ، أو سيِّء قولٍ ، سيقلِّد الطِّفل قبيح الأقوال والأفعال ؛ ظنَّاً منه أنَّه حسنٌ إذ لم يُنكره أبواه .

ــقال عاصم بن أبي النجود : كان أبو عبد الرحمـٰن السُّلمي يقول لنا ونحن أُغَيْلِمَة أيفاع : لا تُجالسوا القُصَّاص غير أبي الأحوص ؛ ولا تُجالسوا شقيقاً ـ يعني الضبي ـ وسعد بن عُبيدة .
قال : وكان شقيقٌ هذا يرىٰ رأي الخوارج ؛ وليس بأبي وائل ⑵.

ــقال أبو جعفر العُقيلي : قلت لعبد ﷲ بن أحمد بن حنبل : لِمَ لَمْ تكتب عن علي بن الجعد ؟
قال : نهاني أبي أن أذهب إليه ؛ فكان يبلغه عنه أنَّه يتناول أصحاب النَّبي ﷺ ⑶.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. تاريخ بغداد ‹ ٩/٣١٧ › .
⑵. رواه أبو نعيم في الحلية .
⑶. الضعفاء ‹ ٣/٢٢٥ › .

arالعربية