إنَّ الأسباب التي يتَّخذها الوالدان لصلاح أبنائهما قد يجعل ﷲ فيها النَّفع والصَّلاح فتؤتي أُكُلها بإذن ربِّها .
وقد يجتهد الإنسان في اتِّخاذها ، ولا يفلح لإرادة ﷲ وقدره ؛ فيكون قد أدَّىٰ الذي عليه ، ونال بذلك أجر ما نواه من صلاح ذرِّيَّته
ولا يَضرُّه فساد ولده بعد اجتهاده ـ إن شاء ﷲ ـ ؛ وعليه أن يصبر وأن يحتسب فإنَّه من البلاء الذي يؤجر عليه الآباء .
فهذا نبيُّ ﷲ نوح ـ عليه السَّلام ـ اجتهد في هداية ولده فما استطاع إلىٰ ذلك سبيلاً ، فكان من المُغرقين الهالكين .
❍ عن الوليد بن نمير بن أوس : أنَّه سمع أباه يقول : كانوا يقولون : الصَّلاحُ من ﷲ ؛ والأدبُ من الآباء ⑴.
❍ قال مصعب بن الزُّبيري : نزل ابنُ مالك بن أنس من فوق ؛ ومعه حَمَامٌ قد غطَّاه .
قال : فعلِم مالك أنَّه قد فهمه النَّاس .
فقال : الأدبُ أدبُ ﷲ ؛ لا أدب الآباء والأمَّهات ، والخير خير ﷲ لا خير الآباء والأمَّهات ⑵.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. الأدب المفرد ‹ ٩٣ › .
⑵. المحدث الفاصل ‹ ١٤٨ › .