❍ قال جندب بن عبد ﷲ رضي ﷲ عنه :
كنَّا غلماناً حَزَاوِرة مع رسول ﷲ ﷺ ، فيعلِّمُنا الإيمان قبل القرآن ؛ ثمَّ يُعلِّمُنا القرآن ، فازددنا به إيمانًا ؛ وإنَّكم اليوم تعلمون القرآن قبل الإيمان ⑴
ـ ‹ حَزَاوِرَةٌ › : جمع ‹ الحَزْوَر › ، ويقال له : الحَزَوَّر بتشديد الواو ؛ هو الغلام إذا اشتدَّ وقوي .
الفوائد والآداب المتعلِّقة بالحديث :
١ـ اهتمام النَّبي ﷺ بتعليم الصِّبيان التَّوحيد والإيمان قبل تعليمهم القرآن .
٢- تربية الصِّبيان علىٰ أصول الإيمان ، وتعلُّم معانيه ، تعلُّماً عمليَّاً من سنَّة النَّبي ﷺ ، وتأديبهم بأدب الدِّين ، وهو كلُّه من أدب القرآن وخُلُقه ؛ يحصل لهم بذلك علم ‹ مجمل › بمعاني القرآن ؛ قبل أن يحصل لهم العلم المفصَّل بتعلُّم حروفه وكلماته ؛ فإذا تعلَّموا القرآن ازدادوا به إيماناً .
❍ قال ابن عمر رضي ﷲ عنهما :
لقد لبثنا بُرهة من دهر وأحدنا ليؤتىٰ الإيمان قبل القرآن ؛ تنزل السُّورة علىٰ محمَّد ﷺ فنتعلَّم حلالها ، وحرامها ، وأمرها ، وزاجرها ، وما ينبغي أن يوقف عنده منها ؛ كما يتعلَّم أحدكم السُّورة .
ولقد رأيتُ رجالاً يؤتىٰ أحدهم القرآن قبل الإيمان ؛ يقرأ مابين فاتحته إلىٰ خاتمته ما يعرف حلاله ولا حرامه ، ولا أمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يُوقف عنده منه ؛ وينثره نثر الدَّقَل ⑵.
– ‹ الدَّقَل › : هو من أردأ التَّمر .
٣- العلم بالقرآن زيادة في الإيمان .
وذلك من قول جندب بن عبد ﷲ رضي ﷲ عنه : « ثمَّ يُعلِّمُنا القرآن ، فازددنا به إيمانًا »
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. رواه ابن أبي شيبة .
⑵. رواه ابن مندة في الإيمان .