تخطى إلى المحتوى

◎○تعليم الصِّبيان التَّوحيد والإيمان حديث ‹ ٣ ›

قال جندب بن عبد ﷲ رضي ﷲ عنه :

كنَّا غلماناً حَزَاوِرة مع رسول ﷲ ﷺ ، فيعلِّمُنا الإيمان قبل القرآن ؛ ثمَّ يُعلِّمُنا القرآن ، فازددنا به إيمانًا ؛ وإنَّكم اليوم تعلمون القرآن قبل الإيمان ⑴

ـ ‹ حَزَاوِرَةٌ › : جمع ‹ الحَزْوَر › ، ويقال له : الحَزَوَّر بتشديد الواو ؛ هو الغلام إذا اشتدَّ وقوي .

الفوائد والآداب المتعلِّقة بالحديث :

١ـ اهتمام النَّبي ﷺ بتعليم الصِّبيان التَّوحيد والإيمان قبل تعليمهم القرآن .

٢- تربية الصِّبيان علىٰ أصول الإيمان ، وتعلُّم معانيه ، تعلُّماً عمليَّاً من سنَّة النَّبي ﷺ ، وتأديبهم بأدب الدِّين ، وهو كلُّه من أدب القرآن وخُلُقه ؛ يحصل لهم بذلك علم ‹ مجمل › بمعاني القرآن ؛ قبل أن يحصل لهم العلم المفصَّل بتعلُّم حروفه وكلماته ؛ فإذا تعلَّموا القرآن ازدادوا به إيماناً .

قال ابن عمر رضي ﷲ عنهما :

لقد لبثنا بُرهة من دهر وأحدنا ليؤتىٰ الإيمان قبل القرآن ؛ تنزل السُّورة علىٰ محمَّد ﷺ فنتعلَّم حلالها ، وحرامها ، وأمرها ، وزاجرها ، وما ينبغي أن يوقف عنده منها ؛ كما يتعلَّم أحدكم السُّورة .

ولقد رأيتُ رجالاً يؤتىٰ أحدهم القرآن قبل الإيمان ؛ يقرأ مابين فاتحته إلىٰ خاتمته ما يعرف حلاله ولا حرامه ، ولا أمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يُوقف عنده منه ؛ وينثره نثر الدَّقَل ⑵.
– ‹ الدَّقَل › : هو من أردأ التَّمر .

٣- العلم بالقرآن زيادة في الإيمان .

وذلك من قول جندب بن عبد ﷲ رضي ﷲ عنه : « ثمَّ يُعلِّمُنا القرآن ، فازددنا به إيمانًا »

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⑴. رواه ابن أبي شيبة .
⑵. رواه ابن مندة في الإيمان .

arالعربية